إِذا جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فآمَنُوا

صدق رسول الإسلام ومؤلف القرآن عندما قال إِن جاءكم فاسق بِنبأ فتبينوا. فلم يكن الرجل صادقا بقدر صدقه في هذه الجملة المفيدة. ومع ذلك فهو لم يقلها ابتغاء إظهار الحق فهو يعلم أن ما يقوله كله باطل. وعليه فيمكن فهم لماذا علي من يكذب أن يصدق ولو مرة واحده وسط ما يقوله من تضليل. فهدفه تمرير حزمه الأكاذيب بعد أن يعطيها منشطا يجعل من الصدق شكلا لها بينما الموضوع كله أباطيل. وهو ما كرره في موضع آخر عندما قال إنا له لحافظون أثناء دخوله في حوار مع رجل سمعه يقول نفس القرآن مختلفا عما قاله قبلها في وقت سابق. 

كان محمد يشرع للناس من اجل طاعته. فان لم يطعه احد فما عليه سوي أن يغير قليلا أو كثيرا في أقواله من اجل الإقناع مرة أخري. لهذا نجد التكرار في القرآن متعدد الأشكال بعضه حرفي وبعضه مختلف.  لكن هذا الأسلوب لم يكن ناجحا  دائما لمن يريد منهم تصديقه بعكس الوسيلة الاخري التي ثبت نفعها بشكل نهائي وهي المكسب المادي والعطاء. فبعد أن كان يغازلهم شفويا بشعر وسجع علي الطريقة ألمتبعه بين أهله وعشيرته  أصبح الرجل يعطيهم بأكثر مما يستحقوا. فهو لم يدفع شيئا من أملاكه وأمواله ليتبعوه وليبدوا أمامهم ككبير العائلة أو زعيم القوم عفيفا طاهرا مترفعا عن ما زينه لهم من شهوات وملذات. لكنه أطلقهم بعد انتقاله للمدينة لينهبوا أهل مكة والمدينة. لكن هل يعقل أن يكون هو عفيفا بينما هم من الارازل الشهوانيين. فالواقع يقول أن الرجل كان يشرع للآخرين ويستثني نفسه. فما هي الاستثناءات؟ أولها انه دعاهم إلي التبيين فيما يقوله الناس. فبعضهم فاسق حسب قوله وبعضهم شريف وعفيف لكنه لم يسألهم أن يتبنوا ما يقوله هو. فما المقياس الذي نعرف به الصدق من الكذب إذن في كلامه هو من القرآن أو الأحاديث؟ 

كانت المكاسب المالية والبشرية لجماعة المؤمنين تحقق صدق نبوة الرجل. علي حسب المثل الشائع: أطعم الفم تستحي العين. لهذا استحي المؤمنين من سؤال الرجل عن صدق أقواله وصدقوا ما قاله لهم من انه رسول من الله. فبعد أن كانت الأسئلة والاستفسارات تنهال عليه وهو في مكة عن صدق نبوته، وكان عليه هو أن ينتظر كلمة من زوجته العجوز خديجه لكونها مسيحية ومن أصول يهودية تعرف قليلا أو كثيرا عما في كتب اليهود، أو استدعاء بعض مما تعلمه من أجداده وفي رحلات التجارة أو مما لقنه إياه بحيرا الراهب. في مكة وفي النصف الأول من دعوته للإسلام كانت الاحراجات من سيل الأسئلة كثيرة والإجابات شحيحة لهذا فان غموض الأقوال في السور القصيرة كانت حلا له للإفلات من الإجابات. لكن هذا لم يحل مشكلته في جمع اكبر عدد من الناس للإسلام. فالناس لا تأكل كلاما ولا يشبع الشعر جوعا.  خرج الرجل مطرودا من مدينته ومسقط رأسه هو خالي الوفاض إلا بعدد قليل من التابعين الذين صدقوا من خلال الهلاوس الوثنية في السور القصيرة التي تمجد الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار كعادة الوثنين من عبادة لمظاهر الكون. أما في المدينة فلم يكن ممكنا بيع الكلام مجددا. فهي تمتلأ باليهود والمسيحيين العارفين بأسرار الكتب وشريعة السماء. فكيف يكون هو متحدثا عن السماء ومتصلا بها ثم يخطا في بديهيات الديانتين. لهذا وجد نفسه في وضع أكثر إحراجا من وضعه في مكة.  ولكي لا تكتشف أكاذيب العشر سنوات السابقة والتي بسببها خرج هاربا منتظرا معجزة أو ملك عضوض فقد قرر أن يحوز لقب النبوة بان يطعم الناس طعاما وليس كلاما وان يروي غرائزهم بنساء حقيقيين وليس بوعود في الجنة بعد الوفاة. فالناس لا تحتاج البرهان بعد الوفاة إنما التسليم الفوري.  لهذا أطلق رجاله للنهب والسلب وعمل الكمائن والإغارة علي أهل المدينة التي استضافته وهو مطرود وآوته وهو شريد. محمد استثني نفسه ظاهريا من تلك المكاسب لكنه اخذ أضعاف ما اخذوا، وهو حقه علي كل حال. أليس هو كبير القوم ونبيهم وزعيمهم. ففي النساء جامع محمد أكثر من 27 إمرأه وعدد غير معروف من الإماء. أما في مكة زمن الكلام المسجوع والشعر والقافية لم يكن له من نصيب سوي العجوز خديجه التي تزوجته مرغما.  وفي المغانم استولي علي عشرين في المائة لنفسه بعد أن اخذ كل شئ لحسابه في وقت سابق  فثار عليه القوم. واستحل النساء بأنهم هم الذين يريدون مضاجعته مثلما يذكر القرآن في المراة التي وهبت نفسها له، أي فرطت في شرفها وعرضها بوحي من الله. لكنه كان مستعدا لتقبل الرزيلة من نساء المسلمين  وتمريرها طالما أن اللذة ألمتحصله من نصيبه وضمن نزوته وليس في نزوات الآخرين وطالما هو المستفيد الوحيد. بهذا أصبح الله وملائكته في خدمة الأهداف والرغبات والنزوات المحمدية. ومعه فقد ارتوت شهوات المؤمنين بمقادير متفاوتة من النهب والسلب والاستمتاع بالنساء تسمح لهم باليقظة والسؤال عن الفاسق الذي يأتي بنبأ يحرم عليهم كل المتع التي وفرها الذي علي خلق عظيم. فهل يمكن تبين الفسق من عدمه لو أن الفم تم إطعامه والجنس تم ارتوائه. فما الفسق هنا إلا الحرمان من كل هذا. لهذا فإذا أتاهم من يدعوهم للفضيلة بمعني الالتزام بخلق آخر فعليهم أن يتبينوا. ولن يكتشفوا أن هؤلاء هم الفاسقون إلا بحرمانهم مما حصلوه من مكاسب. أما من دعاهم للرذيلة والسلب والنهب فهو الصادق الأمين.

There are no comments on this post.

Leave a comment